خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه ، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 23 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 22 يوليو 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 يوليو 2022م بصيغة word بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 يوليو 2022م بصيغة pdf بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 يوليو 2022م بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه .
أولًا: فضلُ الإحسانِ إلى الجيرانِ.
ثانيًا: عقوبةُ مَن أساءَ إلى الجيرانِ.
ثالثًا : مِن جملةِ حقوقِ الجارِ على جارهِ.
رابعًا وأخيرًا :كيف لي أنْ أعلمَ إنْ أحسنتُ وإنْ أسأتُ .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 يوليو 2022م بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة بعنوان: الجارُ مفهومُهُ وحقوقُهُ د. محمد حرز بتاريخ:23 ذو الحجة 1443هـ – 15 يوليو 2022م
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ النساء: 36، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه أولٌ بلا ابتداءٍ وآخرٌ بلا انتهاءٍ الوترُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديثِ عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال: قال رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ))خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهم لجارِهِ))؛ رواهُ التِّرْمِذِيُّ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ خيرُ مَن صلَّى وصامَ وتابَ وأنابَ ووقفَ بالمشعرِ وطافَ بالبيتِ الحرامِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارٍ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلي يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (أل عمران :102)
(الجارُ مفهومُهُ وحقوقُهُ ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا
عناصرُ اللقاءِ :
أولًا: فضلُ الإحسانِ إلى الجيرانِ.
ثانيًا: عقوبةُ مَن أساءَ إلى الجيرانِ.
ثالثًا : مِن جملةِ حقوقِ الجارِ على جارهِ.
رابعًا وأخيرًا :كيف لي أنْ أعلمَ إنْ أحسنتُ وإنْ أسأتُ .
أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن مفهومِ الجيرانِ وحقوقهِم وعن عقوبةِ مَن أساءَ إليهم، وخاصةً وأنَّ جيرانَ اليوم إلا ما رحمَ اللهُ جلَّ وعلا لا يسترونَ عورةً، ولا يغفرونَ ذنبًا، ولا يقبلونَ عثرةً، ازدادتْ بينهم الكراهيةُ، وانتشرتْ بينهم الأحقادُ والضغينةُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ. فكم مِن جارٍ قد أذَي جارَهُ وخاصمَهُ، وكم مِن جارٍ قد سَجنَ جارَهُ وعذبَهُ , بل إنَّ البعضَ إذا رأيَ لجارهِ خيرًا كتمَهُ، وإذا رأي لجارِهِ شرًّا أذاعَهُ، إنَّ جاري وجارَكَ قد يموتُ ولا نعلمُ بمرضهِ ولا بموتهِ، وإنَّ البعضَ لا ينامُ الليلَ مِن شدةِ الحزنِ، إذا رأَي جارَهُ في خيرٍ ولا يغمضُ له جفنٌ ولا تنامُ له عينٌ، وإذا رأِي جارَهُ في مصيبةٍ نامَ قريرَ العينِ هنيئًا…..سلم ياربِّ سلم
إذا ما الدهرُ جرَّ على أناسٍ ***بكلكلةٍ أناخَ بآخرين
فقُلْ للشامتينَ بنَا أفيقُوا *** سيلقَي الشامتونَ كما لقينا
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه
أولًا: فضلُ الإحسانِ إلى الجيرانِ.
أيُّها السادةُ: لقد أمرَ القرآنُ الكريمُ بالإحسانِ إلى الجيرانِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ وفي كلِّ وقتٍ وحينٍ، حيثُ جاء ذلك في أسلوبٍ يتمثلُ روعةً وجمالًا في أنَّ اللهَ جلَّ وعلا قد قرنَ الإحسانَ إلي الجيرانِ بالأمرِ بتوحيدهِ وطاعتهِ، قال ربُّنَا (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) [النساء:36]. وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى هو الجارُ القريبُ وقيل الجارُ المسلمُ، وَالْجَارِ الْجُنُبِ وهو البعيدُ وقيل اليهوديُّ أو النصرانيُّ.
ومفهومُ الجارِ أعمُّ وأشملُ فليسَ المقصودُ بالجارِ هو الذي يجاورُكَ في المنزلِ فحسب، ولكنْ كلُّ مَن يجاورُكَ جارٌ لك، الزوجةُ جارٌ لك لها حقوقٌ وعليها واجباتٌ، زميلُك في العملِ جارٌ لك، والذي يجلسُ بجوارِكَ في السيارةِ أو في المسجدِ جارٌ لكَ لا تؤذِيه برائحةِ فمِكَ مِن أكلِ ثومٍ أو بصلٍ أو عرقٍ أو تدخينٍ في وسائلِ الموصلاتِ، وجارُكَ في الحقلِ جارٌ لك، لهم حقوقٌ وعليهم واجباتٌ، فكُلُّ مَنْ كانَ مُجاوِرًا لَكَ مِنْ جِهَةٍ مِنَ الجِهاتِ فَهُوَ جارٌ، الأَقْرَبُ فَالأَقْرَب.ُفلماذا لا نحسنُ إلي الجيرانِ ولماذا نُسيءُ إليهم؟ ولقد جاءتْ سنةُ نبيِّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم تأمرُنَا وتحثُّنَا إلي الإحسانِ إلي الجارِ بالليلِ والنهارِ، وما مِن يومٍ كان يمرُّ إلا ويهبطُ أمينُ السماءِ جبريلُ علي قلبِ النبيِّ الأمينِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يُوصِيه بالجارِ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ) متفق عليه. حتى اعتقدَ النبيُّ صلَّي اللهُ عليه وسلم أنَّ أمينَ السماءِ جبريلَ عليه السلامُ يهبطُ عليه في يومٍ مِن الأيامِ ويقولُ لهُ يا محمدٌ أخبرْ أمتَكَ أنَّ اللهَ قد جعلِ للجارِ نصيبًا في تركةِ جارهِ ………..اللهُ أكبرُ.
ليس هذا فحسب، بل الإحسانُ إلي الجارِ مِن علاماتِ الإيمانِ لقولِ النبيِّ المختارِ كما في حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وفي رواية مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ) متفق عليه
بل جعلَ الإسلامُ مِن سعادةِ ابنِ آدمَ الجارَ الصالحَ لقولِ النبيِّ المختارِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ( أربعٌ مِن السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. أربعٌ من الشَّقاءِ : الجارُ السوءُ ، والمرأةُ السوءُ ، والمركبُ السوءُ ، والمسكنُ الضَّيِّقُ) .
وحُسنُ الجِوارِ مِن أسباب عِمرانِ الديارِ، وزيادةِ الأعمارِ، كما في حديثِ عائشةَ أمُّ المؤمنين رضى اللهُ عنها : عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم أنَّه قال: حُسْنُ الْخُلُقِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ: يَزِدْنَ فِي الْأَعْمَارِ، وَيُعَمِّرْنَ الدِّيَارَ) رواه أحمد.
بل إنَّ الإهداءَ إلى الجيرانِ مِن أحسنِ ما يُورِّثُ المحبَّةَ، ويَنزِعُ الضغائنَ، ويُزيلُ الأحقادَ، ويقوِّي الصِّلةَ، ويزيدُ الأُلفةَ والتراحُمَ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلم (( تَهَادَوْا تَحَابُّوا))
وليس المطلوبُ أيُّها السادةُ: هو الإحسانُ إلي الجيرانِ فحسب فلو كان الأمرُ كذلك لكان الأمرُ سهلًا بل لابدَّ وأنْ نتحملَ الأذَى منه ونصبرَ علي أذاه، ونتعاملَ معه بالإحسانِ وبذلِ المعروفِ إليهِ، فمِن الثلاثةِ الذين يحبُّهُم اللهُ اسمعْ إلي النبيِّ المختارِ وهو يقولُ كما في حديثِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَثَلَاثَةٌ يَبْغُضُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمَّا الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ , وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمْ الْكَرَى أَوْ النُّعَاسُ فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ قَالَ قُلْتُ مَنْ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمْ اللَّهُ قَالَ الْفَخُورُ الْمُخْتَالُ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ وَالتَّاجِرُ وَالْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ) رواه أحمد. والشاهدُ مِن الثلاثةِ الذين يحبُّهُم اللهُ: وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ، وهذا رجلٌ جاءَ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ وقال: إنَّ لي جارًا يُؤذِيني ويشتمنِي ويضيِّقُ عليَّ، فقال ابنُ مسعودٍ: اذهبْ فإنْ هو عَصَى اللهَ فِيكَ فأطعِ اللهَ فيه. وبِبذلِ المعروفِ للجارِ أوصَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم أصحابهِ، فعن أبي ذرٍّ ــ رضي اللهُ عنه ــ أنَّه قال إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ((وعن أبي هريرةَ ــ رضي اللهُ عنه ــ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهّ عليه وسلم قال لاَ تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ مَعْرُوفًا لِجَارَتِهَا وَلَوْ كَانَ فِرْسِنَ شَاةٍ ((وفِرْسِنُ الشاةِ هو: عظمُهَا الذي فيه لحمٌ قليلٌ.
وصحَّ عن أمِّ المؤمنين عائشةَ ــ رضي اللهُ عنها ــ أنَّها قالت،(( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا))ولماذا نذهبُ بعيدًا ولنا في رسولِ اللهِ الأسوةُ الحسنةُ والمثلُ الأعلى كان له جارًا يهوديًّا يؤذيهِ ويضيقُ عليه و يضعُ القاذوراتِ أمامَ بابهِ، و حين لم يرَ الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم القاذوراتِ على بابهِ ذهبَ ليسألَ عن جارهِ اليهودي. و عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو بنِ العاص ــ رضي اللهُ عنهما ــ: أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً، فَقَالَ: أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه)). وشكى رجلٌ كثرةَ الفأرِ في بيتهِ فقيلَ لهُ لو اقتنيتَ هرًّا؟ فقال: أخشَى أنْ يسمعَ الفأرُ صوتَ الهرِّ فيهربَ إلى دورِ الجيرانِ فأكونَ قد أحببتُ لهم مالَا أحبُّهُ لنفسِي..
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه
ثانيًا: عقوبةُ مَن أساءَ إلى الجيرانِ.
أيُّها السادةّ: لقد شددَ الإسلامُ أشدَّ التشديدِ وحذرَ أشدَّ التحذيرِ على كلِّ مَن أساءَ إلى جارهِ وكيف لا ؟وخصومةُ الجارِ أولُ ما يُقضَى فيه بينَ العبادِ يومَ القيامةِ، يقولُ رَسُولُ اللَّهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم -: “أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ” رواه أحمد
وكيف لا ؟ وسوءُ الجوارِ خصلةُ الأشرارِ، وداءُ الفجارِ لذا فإنَّها تكثرُ في نهايةِ الزمانِ؛ إيذانًا بدنوِّ الساعةِ التي لا تقومُ إلَّا على شرارِ الخلقِ، يقولُ رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم -: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ، وَيُخَوَّنُ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِن” رواه أحمد وصححه الحاكم. وفي حديث أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاهُ” رواه البخاري في الأدب المفرد.
وكيف لا ؟ ولقد نفَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم تمامَ الإيمانِ عن كلِّ إنسانٍ مِن شأنِهِ أنْ يلحقَ الأذَى بجارهِ فعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «من لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ)) رواه البخاري أي: غوائلَهُ وشرَّهُ وأذاهُ.
بل لقد جعلَ الإسلامُ عقوبةَ الإساءةِ إلى الجارِ مضاعفةً عندَ اللهِ جلَّ وعلا لِمَا للجارِ على جارِهِ مِن حقوقٍ وحرمةٍ فمِن أخطرِ صورِ الزنَا : الزِنَا بامرأةِ الجارِ عافانَا اللهُ وإياكّم؛ وذلك لما فيه مِن إيذاءٍ بالجارِ، فعنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ) رواه البخاري
بل عن الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا قَالُوا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ قَالُوا حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ قَالَ لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ) ليس معنى ذلك أنَّ الزنَا في غيرِ إمرأةِ الجارِ حلالٌ أو السرقةَ حلالٌ !! لا وربِّ الكعبةِ الزنا كلُّه حرامٌ والسرقةُ كلُّها حرامٌ لكنهُمًا أشدُّ جرمًا وخطرًا في حقِّ الجارِ.
وكيف لا ؟ ومِن أسبابِ دخولِ النارِ إيذاءُ الجارِ ياسادةٌ كما قال النبيُّ المختارُ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، روى الإمامُ أحمدُ في مسندهِ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ)) فالإحسانُ إلى الجيرانٍ مِن أسبابِ دخولِ الجنانِ، والإساءةُ إلى الجيرانِ مِن أسبابِ دخولِ النيرانِ، عافانا اللهُ وايّاكُم مِن النارِ، فإيَّاك ثم إيَّاك أنْ تكونَ مِمَّن يؤذُون جيرانَهُم ويَتعوذُ مِنهم جيرانُهُم، ومِن شرِّهِم، ومِن شرِّ أهلِيهم، فتكونَ مِن الخاسرين، فتكونَ مِن الهالكين، فعن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم أنَّه قال(( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْك)).واحذرُوا أنْ يَتركَ جيرانُكُم بيوتَهُم بسببِ أذيتِكّم أو شرِّ نسائِكّم وأبنائِكُم وبناتِكُم فتهلَكُوا، فقد ثبتَ عن ثوبان ــ رضي اللهُ عنه ــ أنَّه قال: مَا مِنْ جَارٍ يَظْلِمُ جَارَهُ وَيَقْهَرُهُ حَتَّى يَحْمِلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلاَّ هَلَكَ)) فسُوءُ الجِيرَةِ مِن الأمورِ المبغَّضَةِ إلى القُلوبِ، وهي ليستْ مِن صِفاتِ المسلِمِ الحَقِّ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُوصِي بالجارِ، حتَّى إنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ربَطَ إكرامَ الجارِ بالإيمانِ باللهِ واليومِ الآخِرِ.
وكيف لا ؟ وإيذاءُ الجارِ سببٌ للعنةِ الجبارِ – جلَّ وعلا – ولعنةِ الخلقِ فعن أبي هريرةَ ــ رضي اللهُ عنه ــ أنَّه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي، فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ»، فَانْطَلَقَ فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لِي جَارٌ يُؤْذِينِي، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ»، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، فَبَلَغَهُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ، فَوَاللَّهِ لَا أُؤْذِيكَ أَبَدً ((لذا اهتَمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجارِ اهتِمامًا بالغًا، وجعَلَ لهُ مِن الحُقوقِ ما ليس لغيرِه، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحَديثِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “ليس المؤمنُ”، أي: ليس المؤمنُ الكاملُ الإيمانِ، “بالذي يَشبَعُ”، مِن الطَّعامِ والشَّرابِ والمَلذَّاتِ، “وجارُه جائعٌ إلى جَنبَيه”، لا يجِدُ ما يأكُلُه، وهو عالِمٌ بحالِ اضطِرارِه وقادرٌ على مُساعَدتِه، بل قيل يتعلقُ الجارُ الفقيرُ برقبةِ جارِهِ الغنيِّ يومَ القيامةِ ويقولُ ياربِّ سلْ هذا لِمَا منعَ معروفَهُ دُونِي؟ لحديثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عمرَ رضى اللهُ عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَم من جارٍ متعلقٍ بجارِهِ يومَ القيامةِ ، يقولُ : يا ربُّ ! هذا أغلَقَ بابَه دوني ، فمَنع مَعروفَه))
والدورُ أيُّها السادةُ: إنَّما ترخصُ وتغلُو بجوارِهَا. كان لعبدِ اللهِ بنِ المبارك جارٌ يهوديٌّ، فأرادَ أنْ يبيعَ دارَهُ، فقيلَ لهُ: بكم تبيع؟ قال: بألفين؛ فقيل له: إنَّها لا تساوي إلّا ألفاً؛ قال: صدقتُم، ولكنْ ألفٌ للدارِ، وألفٌ لجوارِ عبدِ اللهِ بنِ المبارك، فأُخبرَ ابنُ المباركِ بذلك، فدعاهُ فأعطاهُ ثمنَ دارهِ، وقال: لا تبعهًا.وللهِ درُّ القائلِ
يَلُومُونَنِي أنْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلي *** وَلَمْ يَعْلموا جَارًا هُنَاكَ يُنَغِّصُ
فَقُلْت لَهُـمْ كُفّـوا الْمَلَامَ فَإِنَّهَا *** بِجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيَارُ وَتَرْخُصُ
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه
ثالثًا : مِن جملةِ حقوقِ الجارِ على جارهِ.
أيُّها السادةُ: حقوقُ الجيرانٍ كثيرةٌ وعظيمةٌ ذكرَ منها الامامُ الغزاليُّ في كتابهِ إحياءِ علومِ الدينِ ومِن جملةِ حقوقِ الجارِ: أنْ يبدَأَهُ بالسلامِ، ولا يطيلَ معه الكلامَ، و لا يكثرَ عن حالهِ السؤال، و يعودَهُ في المرض، و يعزيَهُ في المصيبةِ، و يقومَ معه في العزاءِ، و يهنئَهُ في الفرحِ، و لا يتطلعُ مِن السطحِ إلى عوراتِهِ، و لا يضايقُهُ في وضعِ الجذعِ على جدارِهِ، و لا في مطرحِ الترابِ في فنائهِ، و لا يضيقُ طريقَهُ إلى الدارِ، و لا يتبعهُ النظرَ فيمَا يحملُهُ إلى دارهِ .و يسترُ ما ينكشفُ لهُ مِن عوراتِهِ، و يغضُّ بصرَهُ عن حرمتهِ، و يتلطفُ بولدهِ في كلمتهِ، و إنْ استعانَ بك أعنتَهُ، و إنْ أستنصرَكَ نصرتَهُ، و إنْ استقرضَكَ أقرضتَهُ، و إنْ افتقرَ عدتَ عليه، و إنْ مرضَ عدتَّهُ، و إنْ ماتَ تبعتَ جنازتَهُ، و إنْ أصابَهُ خيرٌ هنّأتَهُ، و إنْ أصابتْهُ مصيبةٌ عزّيتَهُ، و لا تستعلِ عليه بالبناءِ فتحجبَ عنه الرّيحَ إلّا بإذنهِ، و لا تؤذهِ، و إذا اشتريتَ فاكهةً فأهدِ لهُ فإنْ لم تفعلْ فأدخلهَا سرًّا و لا يخرجُ بها ولدُكً ليغيظَ بها ولدَهُ، و لا تؤذهِ بقتارِ قدرِكَ إلاّ أنْ تغرفَ له منها » وجماعُ حقوقِ الجارِ على جارهِ: قولُهُ – صلَّى اللهُ عليه وسلم -: ((لا يؤمنُ عبدٌ حتى يحبَّ لجارهِ – أو قال: لأخيهِ – ما يحبُّ لنفسهِ))، رواه مسلم. أَظْهِرْ الفَرَحَ لِفَرَحِهِ والحُزْنَ لِحُزْنِهِ .. اسْتُرْ ما بَدَا مِنْ عَوْرَتِهِ ..وَٱصْفَحْ عَنْ زَلَّتِهِ،.. أَعِنْهُ إِذا اسْتَعانَكَ وأَقْرِضْهُ إِذا اسْتَقْرَضَكَ وأَرْشِدْهُ إِلى ما يَجْهَلُهُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ، وعامِلْهُ بِما تُحِبُّ أَنْ يُعامِلَكَ الناسُ بِهِ...تكنْ مِن السعداءِ في الدنيا والأخرةِ.
أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم…………………..الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………………. وبعدُ
العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الجار مفهومه وحقوقه
رابعًا وأخيرًا :كيف لي أنْ أعلمَ إنْ أحسنتُ وإنْ أسأتُ .
أيُّها السادةُ: سؤالٌ يحتاجُ إلى جوابٍ، كيف لي أنْ أعلمَ إنْ أحسنتُ وإنْ أسأتُ أي: كيف يَعلَمُ المرءُ أنَّه مُحسِنٌ أو مُسيءٌ في أفعالِهِ وأحوالِهِ في الدُّنيا، وما مِقياسُ ذلك؟ والجوابُ بشهادةِ الجيرانِ لك، والجوابُ بثناءِ الناسِ عليك، لحديثِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضى اللهُ عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ كيف لي أن أعلمَ إذا أحسنتُ أو أسأتُ ! قال إذا سمعتَ جيرانَك يقولونَ قد أحسنتَ فقد أحسنتَ وإذا سمعتَهُم يقولونَ قد أسأتَ فقد أسأتَ )) رواه ابن ماجة وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما مِن مُسلِمٍ يَموتُ فيَشهَدُ له أربَعةٌ أهلُ أبياتٍ مِن جيرانِه الأَدْنينِ؛ أنَّهم لا يَعلَمونَ إلَّا خَيرًا؛ إلَّا قال اللهُ تَعالى: قد قَبِلتُ عِلْمَكم، وعَفَوتُ عَمَّا لا تَعلَمونَ)) رواه أحمد وفي الحديث (( يوشِكُ أنْ تعلَموا خيارَكُم مِن شِرارِكُمْ . قالوا : بِمَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ بالثَّناءِ الحسنِ والثَّناءِ السَّيِّءِ أنتُمْ شُهَداءُ اللَّهِ في الأرض)) وفي روايةٍ يُوشِكُ أنْ تعرفّوا أهلَ الجنةِ مِن أهلِ النارِ قالوا بِمِ ذاك يا رسولَ اللهِ قال بالثناءِ الحسنِ والثناءِ السيِّئِ أنتم شهداءُ اللهِ بعضُكم على بعضٍ)) فثناءُ الناسِ لك أو عليك دليلٌ على إحسانِكَ أو إساءتِكِ خاصةً الجيران . فاللهَ اللهَ في الإحسانِ إلى الجيرانِ، اللهَ اللهَ في الإحسانِ إلى الناسِ في كلِّ مكانٍ.
يَا حَافظَ الْجَارِ ترجُو أَنْ تنَالَ بِهِ … عَفْوَ الْإِلَه وعفو اللهِ مذخورُ
الْجَارُ يشفعُ للجيرانِ كلِّهم … يَوْمَ الْحسابِ وذنبُ الْجَارِ مغْفُورُ
حفظُ اللهُ مصرَ مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
عبادَ اللهِ: اذكرُوا اللهَ يذكرْكُم واستغفرُوه يغفرْ لكم وأقم الصلاةَ
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف